«صالح» يطرد الحوثيين من صنعاء.. وزعيمهم يناشده التعقل

السبت 2 ديسمبر 2017 09:12 ص

شهدت العاصمة اليمنية صنعاء، صدامات واسعة بين حليفي أنصار الرئيس المخلوع «علي عبدالله صالح» و«عبدالملك الحوثي»، بعد توتر أمني استمر لأيام بين الطرفين، انتهى بسيطرة أنصار «صالح»، على عدة أماكن حيوية وسيادية، واعتقال العشرات من الحوثيين.

وسيطرت قوات «صالح»، على مطار صنعاء بالكامل، ومبنى التليفزيون اليمني، بالإضافة إلى مقري وزارة الدفاع وجهاز الأمن القومي في صنعاء القديمة، بحسب موقع «يمن برس».

كما أحكمت قوات «صالح»، السيطرة على دار الرئاسة ووزارة الدفاع، والبنك المركزي ووزارة المالية.

وبحسب شهود عيان، فإن قوات «صالح»، أسرت 25 من ميليشيات «الحوثي» بمعسكر السواد في صنعاء، كما طردت ميليشيات «الحوثي» من معسكر 48 أحد أكبر معسكرات صنعاء.

وترددت أنباء عن اعتقال القوات لـ«عبدالخالق الحوثي» نجل شقيق زعيم الميليشيا الحوثية، فضلا عن اعتقال القيادي الحوثي البارز «أبو علي الحاكم» في منطقة حدة.

وسيطرت أيضا، قوات موالية لـ«صالح»، على نقاط تفتيش في مدينة ذمار جنوب صنعاء، كما طردت بالتعاون مع قوات قبلية موالية، الحوثيين من معظم أجزاء العاصمة اليمنية صنعاء.

فيما قال حزب «المؤتمر الشعبي العام»، الذي يترأسه «صالح»، إنه تم تطهير العديد من المناطق في الجهة الشمالية من البلاد، من قبضة مسلحي «الحوثي»، بحسب «الأناضول».

جاء ذلك في تصريح نشره الموقع الرسمي للحزب، على لسان مصدر مسؤول (لم يسمه) في مكتب وزير الداخلية اللواء الركن «محمد القوسي» (يتبع حزب المؤتمر في حكومة الحوثيين وصالح غير المعترف بها دوليا).

وأضاف المصدر أنه «تم تطهير العديد من المديريات في محافظة صنعاء (الريف) من المليشيات الحوثية، وهي بنى الحارث، وسنحان، وبني بهلول، وبني حشيش، وبلاد الروس، وبني مطر، وحراز، والحيمتين».

كما أشار المصدر إلى أنه «تم تطهير مدينة ذمار ( مركز محافظة ذمار/ حوالي 100 كم جنوبي صنعاء) وعدد من مديرياتها مثل مديرية آنس».

وتابع: «تم تطهير هذه المناطق من قبل رجال القوات المسلحة والأمن وأبناء القبائل الشرفاء الذين أثبتوا أن ولاءهم لله والوطن والثورة والوحدة».

من جانبه، دعا «صالح»، السبت، الجنود المنتمين للوحدات العسكرية الموالية له، والذين سبق استبعادهم، إلى العودة لمعسكراتهم، في رسالة ضمنية لمواجهة مسلحي «الحوثي».

وقالت قناة «اليمن اليوم» المملوكة لـ«صالح»، إنه «وجه نداء لضباط وأفراد القوات المسلحة والأمن (ممن استبعدوا جراء هيكلة أجرتها حكومة الرئيس عبدربه منصور هادي، وإقصاء الحوثيين) بالعودة إلى أعمالهم ومعسكراتهم».

وكان العشرات من هؤلاء الجنود والضباط قد اتجهوا إلى مهن أخرى، ورفضوا دخول الحرب التي تشهدها البلاد بين الحوثيين وقوات صالح من جهة، والقوات الحكومية من جهة أخرى.

دعوة للتعقل

في المقابل، ناشد زعيم الميليشيا الحوثية «عبدالملك الحوثي»، في كلمة متلفزة، نشرها عبر فضائية «المسيرة»، التابعة له، رئيس حزب المؤتمر الشعبي العام التجاوب مع الجهود الرامية لدرء الفتنة.

كما طالب «الحوثي»، «صالح»، بـ«الكف عن التهور اللامسؤول والتصرف الذي لا مبرر ولا داعي له».

وقال: «أدعو العقلاء للتحلي بالمسؤولية والتعاون مع مؤسسات الدولة للحفاظ على الأمن ودرء الفتنة».

وأضاف: «اختراق نجح فيه الأعداء في التأثير على أصحاب القرار هناك وانزلقوا إلى هذا المنعطف الخطير»، في إشارة إلى حزب «المؤتمر».

وشدد على أن «أي خلافات يمكن حلها بالحوار والتفاهم وعلى القبائل التدخل على هذا الأساس»، متابعا: «نحن في لحظة يجب أن يتحلى بها الجميع بالمسؤولية».

ودعا «الحوثي»، في كلمته المواطنين إلى «التحلي بالمسؤولية والانضباط والحفاظ على أمن والاستقرار العاصمة، وأن لا يستجيبوا للدعوات الدموية والتحريضية التي تحاول نشر التخريب والفتنة والفوضى في العاصمة صنعاء وغيرها»، في إشارة لبيان سابق لحزب «صالح» يدعو المواطنين للدفاع عن أنفسهم.

وفي وقت سابق اليوم، دعا حزب «صالح»، أنصاره إلى الحرب ضد مسلحي جماعة الحوثيين، في صنعاء.

وطالب الحزب في بيان نشره على موقع «المؤتمر نت»، اطلع عليه «الخليج الجديد»، أنصاره ورجال القبائل «بأن يهبوا للدفاع عن أنفسهم، وعن وطنهم، وعن ثورتهم، وجمهوريتهم، ووحدتهم التي تتعرض اليوم لأخطر مؤامرة يحيكها الأعداء، وينفذها أولئك المغامرون من حركة أنصار الله (الحوثيين)».

وحمل حزب «المؤتمر»، جماعة «الحوثي»، كامل المسؤولية عن إشعال فتيل الحرب، واصفا تصرفاته بـ«الهوجاء والمغامرات المتهورة».

وواصلت ميليشيات الحوثيين الجمعة، هجماتها المسلحة ضد حليفها «صالح» وحزبه ومنازل أقاربه في صنعاء، رغم تدخل وسطاء بين الطرفين لوقف الاشتباكات التي اندلعت الخميس في جامع الصالح ومحيط ميدان السبعين والحي السياسي بمنطقة حدة بعد اقتحام الحوثيين الجامع.

وأسفرت الاشتباكات عن مقتل خمسة من عناصر قوات «صالح» وتسعة من الحوثيين بينهم قيادي.

وفي حين كان آلاف الحوثيين يقيمون الجمعة مهرجاناً بمناسبة ذكرى المولد النبوي في ميدان السبعين، كانت عشرات الأطقم المسلحة التابعة لهم تخوض مناوشات مع حراس منازل عدد من أقارب «صالح».

من جهتها، تتهم جماعة الحوثي، «صالح»، بإنشاء معسكرات تدريب لجنود ينتمون لـ«الحرس الجمهوري» تحت مبرر دعم جبهات الحرب.

والتوتر قائم منذ أشهر بين الحوثيين الذين نشروا مسلحيهم في مناطق جنوب صنعاء التي تعد مناطق نفوذ بالنسبة إلى الرئيس المخلوع، وبين قوات الأخير.

وتعود جذور الأزمة بين تحالف «الحوثي-صالح» المتهم من الحكومة الشرعية و«التحالف العربي» بالانقلاب على السلطة قبل 3 أعوام، إلى مهرجانات منفصلة «لاستعراض القوة» في 24 أغسطس/آب الماضي، تلتها بيومين اشتباكات مسلحة، أسفرت عن مقتل قيادي في حزب «المؤتمر» (جناح صالح)، و3 حوثيين.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

اليمن الحوثيين صالح اشتاكات صنعاء