اتفاق قطري أمريكي ينهي أزمة شركات الطيران قبيل حوار البلدين الاستراتيجي

الاثنين 29 يناير 2018 10:01 ص

قررت الخطوط الجوية القطرية الالتزام بشفافية مالية أكبر وعدم القيام بأي رحلات غير مباشرة إلى الولايات المتحدة من خلال بلدان أخرى، كجزء من اتفاق مع إدارة «ترامب» يتناول اتهامات شركات الطيران الأمريكية بأن منافساتها الخليجية تحصل على مساعدات حكومية غير عادلة.

وتشيد الخطوط الجوية بالاتفاقية باعتبارها انتصارا - وإن لم يكن كاملا - في واحد من أكبر النزاعات التجارية فى تاريخ الولايات المتحدة. ويُقدر بأن قطر قد قدمت 17 مليار دولار أو أكثر كمساعدات للخطوط الجوية القطرية على مدى 10 أعوام.

وقال «بيتر كارتر»، كبير الموظفين القانونيين في «دلتا إيرلاينز»: «ستكون هذه علامة بارزة لصناعة الطيران الأمريكية، لأنها ستحمي عمالنا وتضمن أن يلعب منافسونا الأجانب وفق القواعد، وألا يقوضوا اتفاقياتنا الدولية». وأضاف: «إننا جميعا نؤيد الإدارة لأنها تبذل كل الجهد لضمان الوفاء بالتزاماتها».

وقال مسؤولون رفيعو المستوى في وزارة الخارجية الأمريكية إن الخطوط الجوية القطرية ستعتمد في غضون عام معايير المحاسبة المعترف بها دوليا، وستصدر تقارير سنوية ونتائج أكثر دقة، وسوف يعلن وزير الخارجية «ريكس تيلرسون» هذا الاتفاق يوم 30 يناير/كانون الثاني، بعد أسابيع من المفاوضات بين وزارة الخارجية والبيت الأبيض من جهة وقطر من جهة أخرى.

لا لـ«الحرية الخامسة»

وقال المسؤولون -الذين رفضوا الكشف عن هويتهم قبل الإعلان الرسمي- إن الشركة ستكشف في غضون عامين عن أي معاملات مالية كبرى مع شركات الدولة، للتأكد من أن هذه الأعمال تتم وفق الشروط التجارية.

كما أبلغت الخطوط الجوية القطرية الولايات المتحدة بأنها ليس لديها نية في الوقت الراهن للقيام برحلات تستفيد من «الحرية الخامسة» إلى الولايات المتحدة، بموجب بروتوكولات الطيران التجاري، وهذه هي الرحلات التي تبدأ في بلد شركة الطيران وتنزل في دولة مختلفة قبل الاستمرار إلى دولة ثالثة، والتي هي في هذه الحالة، الولايات المتحدة.

وكشف مسؤول كبير في وزارة الخارجية -طلب عدم الكشف عن هويته- عن اتفاق لم يعلن عنه يفيد بأ​ن «تيلرسون» سيعلن عن الاتفاق مع الدوحة عندما يلتقي نظيره القطري خلال الحوار الاستراتيجي بين الولايات المتحدة وقطر.

طيران الإمارات، وطيران الاتحاد

وقالت ورقة صادرة عن شركات الطيران الأمريكية في عام 2015 إن قطر قدمت أكثر من 17 مليار دولار -في شكل إعانات- للخطوط الجوية القطرية، على الرغم من أن شركات الطيران قد عدلت منذ ذلك الحين تقديرات المساعدات التي تلقتها شركات النقل الجوي الخليجية، التي ربما تصل إلى 25 مليار دولار.

ولم تدخل شركتا طيران الإمارات وطيران الاتحاد -التي تدعي شركات الطيران الأمريكية أنها قد حصلت على 25 مليار دولار إضافية في شكل إعانات غير عادلة- كجزء من الترتيب المعلن في الوقت الراهن.

ولم يعد هذا التعاون ممكنا بين الإمارات العربية المتحدة وقطر، بعد أن انضمت الإمارات إلى 3 دول أخرى في حصار دبلوماسي واقتصادي على قطر منذ بداية الصيف، بسبب اتهامات لها بأنها تمول المجموعات الإرهابية.

وقد يعكس تحرك قطر في تلك الأجواء المفتوحة جهدا من أجل كسب مصلحة مع إدارة «ترامب» في النزاع مع جيرانها الخليجيين.

وبينما انحاز الرئيس «دونالد ترامب» في البداية لادعاءات ومطالبات التحالف الذي تقوده المملكة العربية السعودية بأن قطر تدعم الإرهابيين، فإن «تيلرسون» قد وجه الإدارة نحو وساطة أكثر توازنا في النزاع. وكان «تيلرسون» يتعامل مع قطر -منذ وقت طويل- عندما كان يرأس شركة «إكسون موبيل».

ورفضت الإدارة الطلب الرئيسي لشركات الطيران الأمريكية، بأن يتم تجميد أي توسع في رحلات شركات الطيران التي ترفع علم قطر أو الإمارات، وأن تجري الولايات المتحدة مشاورات مع تلك الدول لمناقشة الانتهاكات المحتملة لاتفاقات الأجواء المفتوحة.

وشهدت المحادثات بين الحكومتين تركيزا متجددا للولايات المتحدة على قطاع تجارة الخطوط الجوية الذي استمر منذ أعوام. وفي العام الماضي، قال «ترامب» إن ناقلات الخليج العربي قد تلقت إعانات حكومية كبيرة، دون تحديد الإجراءات التي قد ينظر فيها.

وقال المسؤولون إن إدارة الرئيس «باراك أوباما» لم تتمكن من تحقيق أي تقدم في النزاع.

وكانت الشراكة من أجل السماوات المفتوحة والعادلة - التي تمثل شركة «دلتا إيرلاينز» و«الشركة المتحدة القارية القابضة» وشركة «الخطوط الجوية الأمريكية» ونقابات شركات الطيران، قد ذكرت في وقت سابق أن شركات الطيران الخليجية «تضر بالوظائف الأمريكية وصناعة الطيران الأمريكية».

المصدر | بلومبيرغ

  كلمات مفتاحية

الخطوط الجوية القطرية الحرية الخامسة النزاع الخليجي دونالد ترامب